آثار نفسية وجسدية ترافق اللبناني نتيجة الأزمات المتواصلة!

كتبت نور مخدر – النهار

تغير مزاجي حاد، بكاء بلا سبب، توتر من أقل فعل أو كلمة، مجموعةٌ من ردات الفعل التي يعيشها اللبنانيون منذ فترة زمنية. ضغوطاتٌ ترافقُ حياتهم على شتى الصعد: مالياً، اجتماعياً، غذائياً. إذ يشعر المواطنون أنهم مهددون بلقمة عيشهم وبجنى عمرهم. في شهر الصحة النفسية، ما هي الآثار النفسية التي تنعكس على اللبنانيين نتيجة هذه الضغوطات؟ وهل من وسائل مساعدة للحدّ منها؟

بالعودة إلى العقود السابقة، لم تخلُ من مآسٍ أو نكبات، فأهلنا عايشوا فترة الحرب الأهلية والنزاعات المسلحة في البلاد، ومن ثمّ الأزمات السياسية التي يحصد المواطن أفعال الموكلين عن إدارة هذه البلاد. وعند كل أزمة، أظهر اللبناني قدرته على التأقلم بهدوء أو تخطيه هذه الفترات العصيبة. وقد يكون نجح في تعامله معها عبر تجاهلها أو عيشها بتفاصيلها ومن ثمّ نكرانها أم تأثيرها على جانب من جوانب حياته.

هذه الميزة – إنّ صح وصفها بذلك – لن تنجح هذه المرة في حماية صحة المواطن النفسية. برأي الاختصاصية النفسية في مركز “Eunoia Clinic”، دانا الخطيب، أنّ المفارقة بين ما عاشه اللبناني في المراحل السابقة وهذه المرحلة، هي العيش في توتر يومي لا مفرّ منه على عكس مروره بفترات عصيبة متقطعة.

آثار سلبية على المدى القصير
تتجلى المعاناة النفسية بوضوح لدى اللبنانيين في هذه الفترة عبر ارتفاع نسبة اضطرابات القلق عبر ردات فعل عصبية وعدم قدرة الفرد على تحمل أي ضغوط إضافية. كذلك، ازدياد مستويات الاكتئاب عند بعض الناس.

هل فترة هذه الآثار موقتة؟

لكل شيء وجهان، وجه يكشف عن نفسه في مرحلة مبكرة، ووجه آخر يتلمسه الفرد في السنوات المقبلة من دون ربطه في هذه الفترة العصيبة. لذلك، أوضحت الخطيب أنّ ما نعايشه من ضغوطات نفسية متواصلة سيرافقنا على المدى البعيد. إذ بينت الدراسات أنّ تعرض الفرد لاضطرابات نفسية أو توتر حاد طويلي الأمد، يقللان المناعة ويؤثران سلباً في العضلات بالجسم.

وتالياً، من الملاحظ أنّ هذه الفئة من الأفراد، ستصاب من الناحية الجسدية بأمراض القلب أو أمراض السكري أو أمراض ضغط أو حتى أمراض الحساسية، إضافة إلى اضطرابات الأكل والنوم.

أما من الناحية النفسية، فستسبب هذه الضغوطات ارتفاعًا أكثر باضطرابات القلق والاكتئاب، واضطرابات نفسية مختلفة أو مرتبطة بالقلق كظهور نوبات الهلع، هذه الفترة نشهدها بين المراهقين. إلى جانب تأثير على التركيز واضطرابات في الذاكرة.

السؤال الأهم: كيف نحدّ من هذه الآثار على صحتنا؟

مهما كانت حدّة هذه الاضطرابات، إلا أنّ قدرة الفرد على التعامل معها، تشكّل حلاً ولو جزئياً في التخفيف من مضاعفاتها النفسية والجسدية عليه. لذا، ذكرت الاختصاصية النفسية بعض الوسائل الفعالة في هذه الحالات: البحث عن أشياء ايجابية في البيئة المحيطة بنا، والتواصل المستمر مع أصدقائنا أو عائلتنا بعيداً من الانعزال الاجتماعي، والتحدث عن همومه ومشاركتها مع أفراد يثق بهم دونَ كتمانها. كلّ هذه الأساليب تعدّ ركيزة للحدّ من هذه الآثار.

أما في حال ظهرت أي حالة من الاضطرابات التي سبق أنّ ذكرت، عندها، يحتاج الفرد إلى مساعدة من اختصاصي نفسي لكي يعلمه كيفية التعامل واظهار هذه المشاعر والضغوطات.

شاهد أيضاً

عقار جديد يشبه المخدّر يعزّز هرمون “الشعور بالرضا” في الجسم دون هلوسة!

كشف علماء أن جزيء AAZ-A-154 الذي “لم يُدرس من قبل”، لديه القدرة على العمل على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *