كيف فاقمت الأزمة الصحية المشاكل اللغوية لدى الأطفال؟

عام كامل انقطع فيه الأطفال من مختلف الفئات العمرية عن العالم الخارجي. انقطاعٌ جعلهم قيد التواصل مع الدائرة الصغيرة. تغيرٌ أثر في الكثير من الجوانب الحياتية لديهم، منهم من استطاع التأقلم وآخرون ظهرت لديهم بعض الصعوبات، أما القسم الآخر منهم، فازادت الأزمة الصحية وضعهم سوءاً. إنّ عملية التواصل لا تقتصر فقط على التحدث مع عائلتهم وأصدقائهم، بل تحدّ من تنمية التفاعل مع أبناء جيلهم ومن بناء الخبرات المكتسبة نتيجة هذا الاتصال.

ما هي أكثر المهارات تضرراً لدى الأطفال؟

برأي أخصائية اللغة والنطق في Eunoia Clinics، رزان المير، أنّ الفئة العمرية الصغيرة هي الأكثر تضرراً جراء الأزمة الصحية و#التعلم عن بعد. وذلك لأنّها قلصت من تطور مهاراتهم الاجتماعية إضافة إلى مهارة اللغة والتواصل. هذه التقلصات أدت إلى انحصار هذه المهارات فقط في المحيط العائلي، وتحديداً العائلة الصغيرة. كذلك، أدى قضاء الوقت أمام الأجهزة الإلكترونية والألعاب الافتراضية تلقائيًا إلى الانعزال عن التواصل أكان مع أصدقائهم أو أخوانهم.

وبالتالي، حرم هذا الوباء العالمي الأطفال والمراهقين من تعزيز مهاراتهم أكان عبر تبادل المعلومات من خلال طرح الأسئلة واستقبال الاجابة وردة الفعل عليها، أو عبر بناء صداقات والتعرف إلى الآخرين واللعب معهم.

وعلى الرغم من ذلك، يعدّ عامل التعرض للشاشات الزرقاء لساعات طويلة من أخطر الأمور التي يعيشها الأطفال بمختلف مراحلهم العمرية، نظراً لأنها تمنع تنمية مهارات الاتصال بالعالم الخارجي وتنشيط عقولهم ومعارفهم.

ماذا عن الأطفال الذين يعانون من #صعوبات تعلمية وتأخر لغوي؟
في هذا الإطار، زاد التعلم عن بُعد، الأطفال الذين يعانون من صعوبات تعلمية وتؤخر لغوي من القدرة على تحسين هذه المشكلة، والتعامل معها للتقليل من الفجوة بينهم وبين أقرانهم. وبالتالي، تضاعفت الحالة لديهم.

إلى ذلك، أخرت هذه الحالة الصحية اكتشاف الأطفال المصابين بأي مشكلة لغوية أو صعوبة تعلمية، ما سيصعب من عملية التخفيف من حدّة هذه المشاكل عند العودة إلى مقاعد الدراسة، على حدّ قول المير.

كيف انعكس التأثير على الكتابة والتعلم عند الأطفال؟

إنّ الأطفال الذين هم في عمر صغير، أي في الصفوف الدراسية الأولى، التي يتوجب فيها تعلم الكتابة، لاحظ الأهل تأخرهم ووجود صعوبة في هذا الأمر لديهم. وذلك شرحته أخصائية اللغة والنطق معتبرة أنّ التلاميذ يتلقون دروسهم عبر البرامج الافتراضية. وبالتالي، عند طلب المعلمة الكتابة، لا يمكنها رؤيته وتصحيحه والمساعدة في الوقت عينه على غرار الخط، والكتابة بين سطرين، والسرعة. بل بات دورها إشرافياً على ذلك عند إرسال بعض الفروض المنزلية، وكأنّه يوجد حاجز بينها وبين طلابها. هذه المسألة انتبه لها بعض الأهالي وحاولوا معالجتها في المنزل عند تدريس أطفالهم.

وفي ما يتعلق بالفئة العمرية الأكبر سنًا، من الصحيح أنّها لا تتأثر بعامل الكتابة، إلا أنّ الآثار الجانبية انعكست عليها عبر مقاربتهم للأمور وتنميتهم مهارات أخرى. وذلك نتيجة قيام الطلاب بأعمال أخرى أثناء حضور الصف والاستماع إلى الأستاذ، ما يؤدي إلى تشتت عاملي الانتباه والتركيز لديهم.

أما بالنسبة للمراهقين، فيعانون من غياب الإدارة الذاتية للتعلم واكتساب المهارات لديهم. ويبرز ذلك بمجرد سؤالهم عما يتعلمونه خلال ساعات “الأونلاين”، فتأتي الإجابة بعدم المعرفة، لأنّهم لا يخوضونها كتجربة مباشرة بينهم وبين الأكاديميين.

في كل الأحوال، آثارٌ جانبية متنوعة يشكو منها الأهل نتيجة التعلم عن بُعد، ويلاحظها المختصون في عياداتهم. والحلّ يبقى بتعاون مشترك بين الأهل والمختصين والمدرسين، من أجل كشف الصعوبات وتحسينها بما تبقى من عام دراسي.

المصدر: النهار

شاهد أيضاً

عقار جديد يشبه المخدّر يعزّز هرمون “الشعور بالرضا” في الجسم دون هلوسة!

كشف علماء أن جزيء AAZ-A-154 الذي “لم يُدرس من قبل”، لديه القدرة على العمل على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *