تزايدت معدلات السمنة بين الأطفال والأمراض الناتجة عنها بشكل مخيف في السنوات الأخيرة. وفيما يبدو التغيير الواضح في نمط الحياة سبباً رئيسياً لذلك سواء لجهة قلة ممارسة النشاط الجسدي والميل إلى الركود أو لجهة التغيير في النمط الغذائي المتبع والتركيز بشكل اساسي على الوجبات السريعة التحضير، لكن في الوقت نفسه، يلعب العامل الجيني دوراً مهماً في زيادة خطر الإصابة بالسمنة. من هنا أهمية تسليط الضوء عليه كما أوضحت الاختصاصية في التغذية نور الصايغ، التي أكدت أيضاً أن وجود العامل الوراثي لا يعني استحالة التحكم بالوضع والحفاظ على وزن صحي للطفل.
لا يمكن الاستهانة بدور العامل الوراثي في الإصابة بالبدانة، وتصل النسبة إلى 50 في المئة. ففي حال كان الأهل يعانون البدانة ثمة احتمال أكبر بأن يصاب الطفل بها بنسبة 50 في المئة. إلا أن هذا لا يعني، بحسب الصايغ أن العامل الوراثي هو وحده الذي يساهم في ذلك، وأنه لا سبيل للتدخل للحد من الخطر. ففي مقابل هذه النسبة، تلعب العوامل الخارجية المرتبطة بالمحيط دوراً بنسبة الـ50 في المئة الباقية. “بدءاً من سن مبكرة يمكن معرفة ما إذا كان الطفل سيكون بديناً من عمر السنتين أو الـ3 سنوات. كما يمكن أن يلاحظ الطبيب ذلك استناداً إلى جدول نموه ومعدل زيادة وزنه. فبشكل عام يزيد وزن الطفل في السنتين الأولى والثانية بمعدل أكبر، ثم يخفّ معدل الزيادة لاحقاً. أما استمرار الزيادة بمعدل زائد فيعتبر مؤشراً على أن وزنه سيكون زائداً. ومن الطبيعي أن تكون زيادة وزن الوالدين عامل خطر أيضاً”.
نلاحظ في مجتمعنا أن الأهل يحبذون أن يكون الطفل ممتلئاً خصوصاً في سنواته الأولى، إلا أن استمراره لاحقاً إلى ما بعد 4 سنوات يشير إلى ضرورة التدخل للحد من زيادة الوزن.
ضبط الوزن ممكن رغم العامل الجيني
لا يعني وجود العامل الجيني حكماً أن الطفل سيكون بديناً وأنه ما من طريقة للتدخل والحد من هذه الزيادة وضبط وزنه. فبحسب الصايغ يمكن التحكم بنسبةالـ50 في المئة الباقية من خلال إجراءات معينة يمكن اتخاذها. وهنا يكمن دور الأهل في تحفيز الطفل على اعتماد نمط حياة صحي. “لا ينصح باللجوء إلى الحمية في هذه الحالة حتى لا تؤثر سلباً على نمو الطفل ومعدلات الفيتامينات والمعادن لديه. في المقابل ينصح بالعمل على ضبط وزنه والحفاظ على ثباته فيما يزداد نموه فيصل بذلك إلى الوزن الصحي مع تراجع معدلات الدهون في جسمه”.
– يجب عدم توبيخ الطفل إذا كان يُفرط في الأكل، بل يُنصح بتأمين الجو الملائم ليتبع نمطاً غذائياً صحيًا.
– من المهم أن يكون الأهل مثالاً جيداً للطفل من خلال اتباع نمط حياة صحي يستند إلى عادات سليمة وصحية.
– يجب التركيز على الطهو الصحي لأنه يعتبر دوماً الغذاء الأمثل للعائلة ككل. على أن يحضّر الطعام بطريقة الشوي أو السلق لتخفيف الوحدات الحرارية حفاًظاً على وزن صحي وعلى صحته عموماً.
– ينصح بممارسة الأنشطة معاً ضمن العائلة والخروج في نزهات تستدعي القيام بنشاط جسدي كركوب الدراجة والمشي وكرة السلة أو كرة القدم بدلاً من الاعتياد على الجلوس. كما أن القفز على الـTrampoline من الأنشطة الممتازة. ينصح بالحد من أوقات الفراغ والتركيز على أنشطة في الطبيعة حتى لا يلجأ الطفل إلى الأكل في أوقات الفراغ.
– يجب أن يعتاد الطفل الأكل ببطء.
– توضع في طبق الطفل كمية معتدلة ويمكن زيادتها عند الحاجة ويجب عدم إرغامه على إنهاء الطبق كاملاً إذا شعر بالشبع.
ـ يجب التركيز على الخضر والحبوب في الطبق.
– يجب أن يعطى الطفل الطعام الذي يحبه مرتين في الأسبوع أو 3 أياً كان نوعه، وإن لم يكن صحياً، تجنّباً للإحساس بالحرمان.
– يجب الحد من استهلاك العصير والمشروبات الغازية، ويبقى الماء هو المشروب المفضل للارتواء. ويمكن إضافة الليمون إليه أو ماء الزهر.
– يمكن أن يتناول الطفل مصدراً للسكر كالحلوى مرة في اليوم.
-يعتبر الفطور وجبة أساسية لا يمكن إهمالها، إذ تؤكد الدراسات أن التركيز على تناولها يحد من خطر الإصابة بالسمنة.
-قد لا يحب الأطفال الخضر دائماً، يمكن التركيز على تلك التي يحبها. كما يمكن تحضيرها بطريقة مختلفة ومميزة لتشجيعه على تناولها. هذا وقد تكون الخضر مطهوة في طبق يحبه الطفل كالحساء مثلاً او السلطة بالباستا التي يحبها الأطفال عادةً.
– يمكن تقديم الفاكهة بالطريقة التي يحبها الطفل كسلطة الفاكهة أو تقطيعها بطريقة تجذب الطفل.
– يمكن تخفيف “اللقمشة” إذا كانت الوجبة الرئيسية كافية. إلا أن الوجبات الصغيرة الصحية هي مهمة للطفل كاللبن أو الحليب بالكاكاو أو المكسرات النيئة أو الجزر. على ألا تكون وجبات مملّة يتجنّبها الطفل مع الوقت.
هذه الإجراءات كلّها تساعد على ضبط وزن الطفل فيما يتبع نمط حياة صحياً، وإن في حال وجود العامل الوراثي. لكن يبقى دور الأهل أساسياً لتخطي العامل الوراثي والتركيز على عادات صحية تساعد على تجنّب البدانة لدى الطفل.