تعتبر أمراض القلب والشرايين من أكثر الأمراض شيوعاً، صحيح أن للوراثة وتقدم العمر تأثيراً على زيادة مخاطر الإصابة بها، لكن عوامل كثيرة ونمط حياة يؤثر أيضاً في تفاقم هذه الأزمة وتراكم الدهون في شرايين القلب. ما نأكله يلعب دوراً رئيسياً في الوقاية من الأمراض أو زيادة خطر الإصابة بها، خيارات عديدة تساهم في زيادة عوامل الخطر، ليس عليك حرمان نفسك بل اختيار ذكي لأطعمة مفيدة.
بالعودة إلى أمراض القلب، نسمع عن مسببات وعوامل خطر تراكم الشحوم في شرايين القلب. فما هي؟ وماذا علينا معرفته؟
تتحدث اختصاصية التغذية في “يدنا – مركز صحة قلب المرأة” ستيفاني نصار لـ”النهار العربي” أنه علينا التمييز أولاً بين عوامل خطر ثابتة لا يمكن التحكم بها مثل تقدم العمر والوراثة. إذا كان لدينا تاريخ عائلي من أمراض شرايين القلب وتراكم الدهون فيها زاد الخطر أكثر، ما يستدعي الوقاية والانتباه.
لكن في المقابل، هناك عوامل خطر متغيرة تؤدي لتراكم الدهون في شرايين القلب ويمكن التحكم بها. هناك 3 أمراض (ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع دهون الدم وارتفاع الكولسترول الشامل، ارتفاع الكولسترول الضار، انخفاض الكولسترول الجيد، ارتفاع التريغلسيريد، ومرض السكري النوع الثاني) إذا تمّ السيطرة عليها من خلال الأدوية بانتظام ومع المتابعة الدائمة، يمكن التحكم وضمان عدم الوصول إلى مرحلة تراكم الدهون في شرايين القلب.
كذلك تؤثر قلّة الحركة وعدم ممارسة الرياضة تؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، بالإضافة إلى التدخين على أنواعه (السيجارة – النرجيلة – السيجار – التدخين غير المباشر).
الوزن عند المرأة وانقطاع الدورة الشهرية
برأي نصار أنه مع “اقتراب المرأة من هذه المرحلة تتباطأ عملية الأيض، ما يؤدي إلى حرق أقل في السعرات الحرارية، وبالتالي خطر في اكتساب الوزن، وخصوصاً في منطقة البطن والمعدة. وتعتبر أكثر منطقة خطر تراكم الدهون فيها، لأن كل أعضاء الجسم موجودة في هذه المنطقة ويؤدي إلى خلل في وظيفتها. لذلك يجب السيطرة على الوزن قبل الوصول إلى مرحلة انقطاع الدورة الشهرية. وعليه، يجب اتباع نظام غذائي صحي يساعد على خسارة الدهون في الجسم.
كيف تسيطر التغذية على تراكم الدهون؟
عندما نتحدث عن التغذية، تشدد نصار على أهمية الانتباه إلى كمية الملح في الطعام، لأن الصوديوم الموجود يؤثر على شرايين القلب مباشرة وعلى ارتفاع ضغط الدم واحتباس الماء في الجسم.
وتُعدد أهم النصائح الغذائية:
* الألبان والأجبان: يُنصح باستهلاك الألبان والأجبان القليلة الدسم والملح، والابتعاد عن الأجبان الصفراء الغنية بالدهون المهدرجة والمشبعة المضرة لصحة القلب والشرايين.
* الخضر: يمكن تناولها على أنواعها شرط تناولها نيئة والابتعاد عن الخضر المقلية.
* الفاكهة: تناولها على أنواعها ضمن كمية الحصص التي يمكن استهلاكها يومياً من خلال إدراجها بين الوجبات الرئيسية أو كسناك صحي. وينصح بتناولها حبة كاملة والابتعاد عن الفاكهة المقشرة أو عصائر الفواكه التي تفتقر إلى الألياف التي نحتاجها للتخفيف من امتصاص الدهون وسكر بالدم.
* النشويات: تجنب النشويات التي يتخللها الطحين الأبيض، واستبدالها بنشويات معقدة التي يتخللها طحين القمحة الكاملة أو خبز الشوفان أو خبز قمحة الشوفان أو النخالة.
كما يجب الابتعاد عن النشويات المقلية وتحديداً البطاطا المقلية.
* اللحوم: الابتعاد عن قلي اللحوم والدجاج والسمك واستبدالها بالسلق أو الشواء أو الطبخ. ويجب أن تكون اللحمة هبرة وعدم تناولها أكثر من مرتين في الأسبوع، فيما يُفضل تناول صدر الدجاج أو سفينة الدجاج وتجنب تناول جلد الدجاج. أما بالنسبة إلى السمك، فيفضل تناوله مشوياً والذي يتخلله الأوميغا 3 التي تعدّ مفيدة لصحة القلب والشرايين.
* الحلويات: تجنب قدر الإمكان تناول الحلويات على أنواعها، ولكن هذا لا يمنع تناولها باعتدال، سواء بالوتيرة التي نستهلك فيها الحلويات أو الكمية. وننصح بتناول الحلويات التي نحضرها في المنزل للتحكم بكمية السكر واستبدال الزبدة بالزيت.
* الزيوت: الابتعاد عن الزيوت غير المفيدة مثل المهدرجة والمشبعة الموجودة في الجبنة الصفراء والمايونيز والسمنة والزبدة، المقالي واللحوم المصنعة، واستبدالها بالزيوت النباتية مثل زيت الزيتون أو زيت الكانولا، بالإضافة إلى المكسرات النيئة التي تساهم في المحافظة على صحة القلب والشرايين.
وتشير إلى أن “هذا النظام الغذائي يجب أن يرافقه نظام رياضي بانتظام للمحافظة على كتلة العضل في الجسم ومستوى الكولسترول الجيد ومستوى حرق مرتفع وتنشيط الدورة الدموية. كما تساعد الرياضة على المحافظة على صحة القلب والشرايين وتفادي تراكم الدهون فيها”.
المصدر: النهار