كتبت كارين اليان _ النهار
يؤكد الأطباء والخبراء اليوم أن ال#لقاح هو السلاح الوحيد بيد العالم، لا نزال في مرحلة تُطرح فيها أسئلة كثيرة حول اللقاح بمختلف أنواعه، حول فاعليته وما إذا كان آمناً. هذا فيما يؤكد الأطباء أن الإصابة بالمرض ممكنة بعد تلقي اللقاح على الرغم من فاعليته، فهو يحمي من #مضاعفات المرض حكماً. لكن ماذا عن الحالات التي تحصل فيها إصابة ب#كورونا مع مضاعفات خطيرة و#وفيات حصلت في العالم، وإن كانت نادرة؟
أعلن إصابات خطيرة بكورونا ووفيات، ولو قليلة، بعد تلقي اللقاح، مما يطرح تساؤلات لدى البعض حول الجدوى من اللقاح إذا ما كان احتمال التعرض لمضاعفات أو حصول وفاة ممكناً في كل الحالات. والاسوأ أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى المزيد من التباطؤ في حملات التلقيح نظراً لقلة الثقة باللقاح. لكن بحسب ما نُشر في Medisite تعتبر .هذه الحالات نادرة جداً ويجب عدم التركيز عليها والتخوّف من اللقاح
لماذا يمكن ال#إصابة بكورونا بعد تلقي اللقاح؟
ثمة حالات يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بكورونا على الرغم من تلقي اللقاح، وإن كان هذا اللقاح يتميز بفاعلية عالية ويؤمن ال#مناعة اللازمة لمواجهة المرض.
-الأشخاص المصابون بأمراض خطيرة: يبدو أن الاشخاص المصابين بأمراض خطيرة يتجاوبون بفاعلية أقل مع اللقاح. فهؤلاء الذين هم اكثر هشاشة يمكن أن يزيد خطر إصابتهم بالفيروس على الرغم من تلقي اللقاح لان جهاز المناعة لديهم يتجاوب بمعدل أقل مع اللقاح. في مثل هذه الحالات يمكن مواجهة فشل اللقاح، أياً كان نوعه فيبقى الاحتمال وارداً عندها. فالمسألة ترتبط هنا بحالة جهاز المناعة للشخص وصحته. هذا الخطر يتعلق أيضاً بالمسنين فيكون جهاز المناعة لديهم أيضاً أضعف، فقد تكون الاستجابة المناعية خفيفة لديهم. وبالتالي يكونون أكثر عرضة للإصابة بالفيروس، ولو بعد تلقي جرعتي اللقاح.
-عدم مرور الوقت الكافي لتكون الأجسام الضدية: يمكن التقاط عدوى الفيروس بعد أخذ اللقاح لكن قبل أن تتكوّن الأجسام الضدية في الجسم وتتشكل المناعة اللازمة لمواجهته. فبعد تلقي الجرعة الاولى من اللقاح تتشكل الاجسام الضدية بعد أسبوعين أو 3 . إلا أن هذه المناعة التي يتم اكتسابها بعد تلقي الجرعة الأولى لا تعتبر كافية ولا تشكل مناعة مطلقة. أما بعد تلقي الجرعة الثانية، فتتشكل المناعة سريعاً وتتكون الأجسام الضدية. فبعد 15 يوماً من تلقي الجرعة الثانية تتشكل المناعة ويصبح الشخص محمياً بشكل جيد. لذلك، غالباً ما تحصل الإصابة بالفيروس لدى اشخاص تلقوا الجرعة الأولى فقط. هذا وإن كانت الإصابة يمكن أن تحصل بعد تلقي الجرعة الثانية ايضًا فيما لا تكون الأجسام الضدية قد تشكلت بعد واصبحت فاعلة في مواجهة الفيروس. لكن مما يبدو واضحاً أن الإصابات بعد 15 يوماً من تلقي الجرعة الثانية من اللقاح تعتبر نادرة مما يؤكد على فاعلية اللقاح وضرورة الاعتماد عليه لمواجهة الوباء.
-إصابة حصلت قبل تلقي اللقاح: يمكن أن يكون الشخص قد التقط العدوى وأصيب بالمرض وهو لا يعرف ذلك عند تلقي اللقاح. ففي مثل هذه الحالة تأتي نتيجة فحص كورونا إيجابية بعد أيام قليلة من تلقي اللقاح لكن الإصابة تكون قد حصلت قبل ذلك، خصوصاً ان الأعراض لا تظهر مباشرة عند التقاط العدوى بل يتطلب ذلك اياماً عديدة. وبالتالي لا يكون للقاح عندها أي دور في مواجهة الفيروس أو في الإصابة. مع الإشارة إلى أن اللقاح لا يتسبب ابداً بظهور تنيجة إيجابية للفحص بعد تلقيه، بعكس ما يعتقد البعض.
-اللقاح لا يحمي من الإصابة الخفيفة: حتى اليوم ليس هناك أي تأكيد على ان اللقاح يحمي تماماً من الإصابة بالفيروس، بل هو يحمي من مضاعفات المرض. فحتى أفضل لقاحات العالم لن يحمي تماماً وال#حماية بنسبة 100 في المئة غير موجودة حتى اليوم. لكن يبقى الهدف من التلقيح الحماية من المضاعفات الخطيرة للمرض. اللقاح لن يحمي من الإصابة بأعراض خفيفة أو بإصابة دون أعراض. وبالتالي اللقاح لا يمنع الإصابة ولا يمنع ايضاً نقل العدوى إلى الآخرين في حال الإصابة بالمرض.
في الرأي الطبي
وفق ما يوضحه الطبيب الاختصاصي في الامراض الجرثومية في مستشفى الحريري الحكومي الدكتور بيار أبي حنا، إن اللقاح يشكل حماية فاعلة من الفيروس، وهذا ما لا شك فيه. وصحيح انه بفضل اللقاح، حتى في حال التقاط العدوى تكون الأعراض خفيفة أو لا تكون ظاهرة، ثمة حالات نادرة جداً يمكن التعرض فيها إلى مضاعفات خطيرة للمرض على الرغم من تلقي اللقاح بسبب عدم تجاوب الجسم مع اللقاح وعدم تشكيل المناعة اللازمة كما يُفترض أن يحصل. ويضيف أبي حنا أن لقاح “فايزر” مثلاً يؤمن حماية من أعراض الفيروس بنسبة 95 في المئة، وفق ما اكدته الدراسات التي أجريت، أما في النسبة الباقية فيمكن التقاط العدوى ولدى بعض هؤلاء يمكن ان تكون الإصابة قوية مع مضاعفات خطيرة. لكن وفق ما يؤكده لم يصادف حتى اليوم اي مريض تلقى جرعتي اللقاح وتعرض إلى مضاعفات خطيرة للمرض أو توفي، وإن كانت هذه الحالات موجودة في العالم لكن قليلة.