كورونا، الحجر المنزلي والتعلم عن بُعد… آثارٌ نفسية مقلقة على هذه الفئات العمرية!

مما لا شكّ فيه أنّ الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والتغير الحاصل في نمط الحياة، لن يمر مرور الكرام عند الأطفال. فكل فئة عمرية تتأثر بطريقة معينة ودرجة محددة، ونظراً لتعاطي الأهل معهم ونقلهم إما لمشاعر الطمأنينة أو القلق. لذا، أوضحت الاختصاصية في علم النفس في عيادة “Eunoia”، دانا الخطيب، التأثيرات النفسية التي لاحظتها أخيراً في العيادات نتيجة كورونا والحجر المنزلي والتعلم عن بُعد، لدى مختلف الفئات العمرية.

أولاً – فيروس كورونا

 

على الرغم من اختلاف تأثر الأطفال بفيروس كورونا، إلا أنّ معظم الأهل نجحوا في التعامل بوعي مع هذا الفيروس. وذلك يبرز من خلال تقبل أطفالهم لهذه المرحلة والالتزام بالتدابير الوقائية، أكان من خلال وضع الكمامة، أو غسل اليدين باستمرار أو حتى عدم لمس الأسطح والتباعد الاجتماعي. وهذا ظهر من خلال رسوماتهم، إذ يرسمون أشخاصاً يضعون الكمامة على وجوههم.

وفي ما يتعلق بالأهل الذين نقلوا مشاعر الخوف والوسواس إلى أولادهم، ازدادت لديهم مستويات القلق والخوف، ناهيك بالخوف من الآخر والاقتراب منه.

ثانيًا_ الحجر المنزلي

في هذا الإطار، أشارت الخطيب إلى أنّ الآثار النفسية للحجر المنزلي، كانت محدودة الايجابية، وتمثلت بتعلم الطفل الاستقلالية، والاعتماد على الذات، والدرس بنفسه ومساعدته بالترتيب في المنزل.

مقابل ذلك، سيطرت المضاعفات السلبية عليهم، وبرزت في شقين:

الأول: لدى المراهقين: ارتفعت مستويات الاكتئاب أو ما يُعرف باضطرابات المزاجية وعدم الاستقرار النفسي ولها أسباب عدّة:

_ قبل كورونا: عدم استقرار نتيجة الانتفاضة وتسكير الطرقات وعدم الذهاب إلى المدرسة والبقاء في المنزل.

_ بعد ظهور كورونا: تغير في نظام حياة أطفالنا وانقطاع في العلاقات الاجتماعية والتواصل مع أصدقائهم، لا سيما في لبنان، حيث يسود الترابط العائلي والمحاصرة في المنزل وغياب النشاطات التي اعتادوها. بمعنى آخر، توقفت حياتهم.

الثاني: لدى صغار السن: أثرت على قدراتهم الذهنية، وعدم قدرتهم استيعاب ما حصل في حياتهم وبقاء الأهل في المنزل، مما زادت لديهم نسبة القلق والتوتر.

الثالث: لدى الأعمار المتوسطة: التأثير ظهر من خلال تغير كامل في روتينهم اليومي، والذي يعدّ مصدر أمن وأمان لهم. وبالتالي، تشكّل عملية التنظيم لديهم بوصلة لمسار يومهم، لكن الانفصال عن العالم الخارجي والفوضى التي حصلت، أدّت إلى ارتفاع مصدر القلق لديهم.

ثالثاً_ التعلم عن بُعد

 

بالانتقال إلى آثار التعلم عن بُعد، لفتت الاختصاصية النفسية مطالبة الأطفال بالعودة إلى المدرسة وحياتهم الطبيعية ورؤية أصدقائهم. ونجم عنها مشاكل متنوعة، لعلّ أهمها:

_ مشاكل في التركيز وعدم الانتباه والتشتت.

_انخفاض معدل العلامات، لا سيما عند المتفوقين في الصف، مما زاد لديهم الخوف والقلق.

_ فقدان الاهتمام بالدراسة، إذ يحضرون الصفوف في الوقت الذي يلعبون فيه أو يشاهدون المنصات الاجتماعية، أو عدم الوجود أصلاً في ساعات الدراسة الافتراضية وعدم تقديم الفروض، وذلك لعدم أخذها على محمل الجد.

إلى جانب ارتفاع معدل البقاء على الشاشات والأجهزة الالكترونية، بخاصة في ظلّ الدراسة عن بُعد، ما يؤثر على النمو الذهني أو الدماغي عند الأطفال، لا سيما في الأعمار الصغيرة. إضافة إلى زيادة العصبية لديهم، نتيجة الحصر وعدم التحرك وظهور اضطرابات النوم لديهم، منها قد يعود سببها إلى ساعات التدريس بعد الظهر. وبالتالي، عدم اتباع او الالتزام بالقواعد المنزلية.

كذلك، الانهيار العصبي الذي ظهر لدى المراهقين نتيجة انقطاع الكهرباء أو سوء الانترنت عند إجراء الامتحان أو عدم سماع الاستاذ.

أما بالنسبة لصغار السن، فظهرت لديهم ردات فعل عصبية وسلوك عدواني.

المصدر: النهار

شاهد أيضاً

كيف فاقمت الأزمة الصحية المشاكل اللغوية لدى الأطفال؟

عام كامل انقطع فيه الأطفال من مختلف الفئات العمرية عن العالم الخارجي. انقطاعٌ جعلهم قيد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *